سر تناول ”القلقاس والقصب” في عيد الغطاس
محطة مصر
مبادرة "اتكلم مصري"، التي دشنتها وزارة الهجرة برعاية الرئيس عبد الفتاح السيسى، يبدو أنها لن يقف دورها عند تعليم أبناء المصريين بالخارج للغة العربية فقط، وستشهد الأيام المقبلة تعريف الأطفال ببعض العادات والتقاليد، المتوارثة عبر الأجيال.
نقطة البداية كانت نشر الصفحة الرسمية للمبادرة بمناسبة احتفال الأقباط بعيد الغطاس، أسباب تناول المصريين بشكل عام القلقاس والقصب في هذا اليوم، وكذلك الأقباط بشكل خاص، حيث أكدت أن طقوس الاحتفال بهذا العيد ترجع إلى ما قبل ظهور المسيحية نفسها، وتحديدًا فى عيد التحول إلى الشتاء لدى الفراعنة، الذين كانوا يغطَسون فيه في مياه النيل، محتفِلين بحرث الأرض ونثر البذور، واحتفظ الأقباط بالتقويم القبطي وبأسماء شهوره الفرعونية.
وما زال الفلاح المصري يستخدم التقويم القبطي في مواعيد الزرع والحصاد، كما لا تزال الكنيسة القبطية تستخدم التقويم القبطي في كل طقوسها وأعيادها، واحتفظت الكنيسة باسم (الكنيسة "القبطية" الأرثوذُكسية)، وبعبقرية مصرية حافظت على رَبَط المصري بين أعياده ومُناسباتِه، وبعض الأكلات التي أعطاها معانٍ ورموز لها علاقة بالعيد.
وأشارت إلى أن المصريين يأكلون "القلقاس والقصب"، لأنهم وَجدوا أنه في طقس المعمودية "الغطاس" يُغَطَّس الأطفال حديثي الولادة في المياه ثلاث مرات، "الولد عند عمر ٤٠ يوما والبنت عند ٨٠ يوما"، والقلقاس من الدرنيات التي تُغمَر بالمياه بالكامل عند زراعتها رمزًا للمعمودية التي تَغمُر مياهها المُعَمَّد بالكامل.
كما أن القلقاس "قلبه أبيض" رمزًا لحالة النقاء والطهر التي يُصبح عليها الإنسان بعد المعمودية، والمعمودية نفسها ترمز للولادة الجديدة والتخلص من خطايا الماضي، كما أن القلقاس يحتوي على مادة هُلامية مُضِرَّة يُتَخَلَّص مِنها بغسلها بالمياه، رمزًا للحياة الجديدة التي ينالها الإنسان بعد المعمودية وقد غُسِل من خطاياه وذنوبه.
أما عن القصب، فهو أبيض القلب حلو المَذاق إذا عُصِر مثالًا لِما يجب أن يكون عليه المسيحي إذا تَعَرَّض للألم، وله قشرة صلبة ترمز لتحمل المشقات بصلابة وجَلَد، كما أن القصب له عُقلات وواحدة تلو الأخرى تجعله يزداد في الطول، مثالًا للفضائل التي ينبغي للمؤمن أن يكتسبها في حياته لتنمو وترتفع قامتهِ الروحية.
ولا غرابة أيضًا في أن يتجاوز هذا الاحتفال الطقسي الحدود الدينية ليصبح احتفالًا مصريا قوميًّا.